الشيخ سعيد شاعراً
كتبه
ولده: د. محمد سعيد حوى
كان
والدي رحمه الله ذا عاطفة جياشة، وكان قادراً على الشعر في بيانٍ معبّر وتصوير
دقيق، ولكنه لم يكن مكثراً من الشعر، فقد شغله العلم والدعوة والعبادة عنه.
وهذه
بعض أشعاره:
من
شعره وهو يتذكر أواصره وصلة رحمة، ويتذكر ابنته التي بقيت عند خالاتها فترة وهو في
الغربة، فقال:
وتعطفني
نحـــو البـلاد أواصــــر تـذوب لها روحي وقلبـي المـــدنف
وأغـلى
الغــوالي فلذة سال دمعــــها تنـادي أبــاها كــل حـين فتسرف
فلا
قلــبها ســــالٍ ولا أنــا سامع ولا الصبر مُسْـطاع ولا الوصل يُسعف
ومــا
هـجـرت عــن طيب نفــس وإنمــا بنـو قومنا جاروا ونفسي تأنف
بقـــاءً
بـــأرض قد تمــادت بِغَيِّها وأعـيا
بنيـــها أن يقيمـوا فيُنْصَفوا
ومن
شعره وقد ذكر الوطن خلال إقامته في السعودية:
تذكرت
أوطاني فهاجتني الذكرى وأيقنت
أن المكث فيها هو الأحرى
وقد
أخطأ الناؤون عنها
وإنني لأكبرهم خطاً
وأكثرهم وزراً
وألزمت
نفسي الصبروالفقر والأذى وألجات ظهري للذي يذهب الضرا
وما
شغفي في الأرض حبا بضيمها وفيها من الطاغوت ظلمته الكبرى
ولكنها
أرضـي عـليّ فـداؤها وإنقـاذها
مما أصـيبت به طـراً
وفيها
من الأحباب قوم وجيــرة أجلهم عمري
واشـــتاقهم صهرا
وأنأى
بنفســي أن أعيش براحة وهم في أذى طوراً
وفي همهم أخرى
فلا
تلم التحنان في القلب إنـــه لفـي غـلب
مـر يؤرقـني قسراً
ومن
شعره وهو في مغتربه وقد قال له قائل إنما تأتون لأخذ أموالنا، فقال رحمه الله:
حـــــذار المســـــاس بحــريتي فكســـر الكــرامــــة لا يجبر
إذا الــف النـاس عيــــش العبيـ ـــد
فأعــرقكم به الأمهـــــــر
فــــإنــي ألـــفت الحــــياة التي
يفوح منها العـــــبق الأعطر
حــــياة الجــــــهاد وكلي جهاد وكـــلي كـــــفاح ولا أضجر
وإنـــي تــركــــــت البلاد التي
هــي الــوطن الطـيب الأطهر
لأنــي خـشــيت ذلـــــيل الأذى وظــلمـاً أراه فـــــلا أنـكــــر
فـــلا يطـْـمِعَنَّــــك أني غريب
فعــــــــودي صلب ولا يكسر
سأنفـض عــــــني الغبار الذي أصــــاب
ثيــــــابي ولا أشعر
وأعـصــــــر جسمي فخذ ماءه
وأعـصـــــر ثوبي إذا يعصر
وأتــــرك في أرضــكم مــالكم وأمضي إلى حيث قــد أعـذر
ومن
شعره:
يا قدس نحن
آتونا بإسلام ملبونا فيا قدسنا ابتهجي سيأتي الله بالفرج
وتمحى دولة
الأقذام والأنذال والهمج