الشيخ
سعيد حوى قائداً
كتبه ولده: د. محمد سعيد حوى
فإنه كما يُعلم فإن المسؤولية
في الإسلام تكليف لا تشريف ،وقد شاء الله
أن يكلفه إخوانه أعباء
القيادة مع إخوان على مدى سنوات
طويلة عصيبة وقف فيها وقفات مشرقة شهدت له
بالحكمة وبعد النّظر
ودقّة الرأي وعميق التحليل سواء
كان ذلك في موقفة عام 64 من
أحداث حماه حيث عمل على حماية حماه من
خلال تحريك عواطف شعب لئلا يقبل الحكومة شيئا
عندما يرى أن الشعب كله
يقف مع الحركة المجاهدين ،وفي عام 1972
عندما وقف الوقفة الرّجولية الشامخة مبينا بطلان الدستور العلماني في سوريا محّركاً علماء سوريا ليتخذوا
الموقف المناسب مما كان له آثاره الكبيرة
فيما بعد وإن كلّفه ذلك خمس سنوات من السجن يسيرة في ميزان الدّعاة.
وبعد
أن خرج من السجن استبيح الإسلام في بلاده ،فكان لا بدّ من وقفة جهادية سياسية ترد الأمور إلى نصابها
، وتوفى وهو على هذا الطريق ليحمل الراية
إخوانه من بعده.
كان
من أعظم مواقفه دوره الكبير في حقن دماء الإخوان
عام 82 بعد أحداث حماه الرهيبة
واستطاع بفضل الله أن يمتصّ الحماس اللاهب
العاطفة المتأججة بما أتاه الله من حكمة وبصيرة.
ونظراً
لموهبته السياسية والقيادية اختير
ليكون عضواً في مجلس
الشورى العالمي للإخوان المسلمين وعضواً في مكتب
الإرشاد ، ثمّ شاء الله أن يقعد
بسبب المرض فاستقال ليتفرغ للدعوة
إلى الله والتأليف.
كان
من حكمته السياسة والشرعية في آن
واحدٍ مواجهة الواقع وبما يقتضيه ،فلمّا كانت الأحزاب العلمانية
بآرائها وأفكارها المختلفة وقف
بنانه ولسانه وقلمه يرد الهجمة الشرسة في العديد من كتبه الكتاب جند الله والإسلام
، ومن أجل خطوة .
ولمّا
تجددت الهجمة على الإسلام في ثوب
باطني جديد لم يرى أنه يجوز له شرعاً
أن يسكت ونص الحديث يقول ((
يحمل هذا
الدين من كل خلف عدوله..))فكانت
رسالة الخمينية صغيرة في حجمها، كبيرة في
مبانيها ومعانيها.