كلمة للأستاذ ياسر زعاترة ـ رئيس تحرير مجلة
فلسطين المسلمة:
تداعيات قلب
مفجوع
إلى روح
الشيخ سعيد حوى
كفكفي
الدمع أيتها النواعير الحزينة، رغم أنك قد أدمت الحزن.. كفكفي الدمع، فالشيخ لم
يمت، وهل يموت الأولياء وفي الدنا طفل بريء؟ هذي نجوم الله قد رحلت منذ آلاف
السنين، وها مواقعها تضيء. فالشيخ باق ما بقيت حروفه التي نثرت على الصفحات تعلن
أن مزابل التاريخ مشرعة لمن تنادوا كي يسرقوا منا النهار.
أترى..
تراك حماة مشتعلاً بجمر نشيدها وتنام؟!!
أو هل تراك
تغيب قسراً عن سنابلها
ولا يبكي
الغمام.
بل كيف
تشهر طلقة الروح الأخيرة...
في وجه
قاتلك وينساك الحمام!
يبكيك سيف
الحق في وطني وينتحب السلام.
كنت أجلس
إليه كصوفي أمام شيخه، لا يعرفا هلذر إلى لسانه سبيلاً. ثمة لحطظة تمضي وأنت بي
يديه غلا ويعطيك فيها خفقة من قلبه، وشعاعاً من عقله.. حتى إذا أضحكك بنكتة كانت
هي الحكمة بعينها.
قتلته هموم
أمته، لوعته أحزان الثكالى والمشتضعفين في مشارق الأرض ومغاربها، ولذا فقد كانت
النهاية بالنسبة له واضحة .
قد قلت لي:
إن الذين
يعبشون عقولهم كي تزهر الأفكار
قد عرفت
نهايتهم
فموت أو
جنون
إن كاكن
حقاً ماا تقول فهب لروحي لحظتين.
لكي أرتب
شكل موتي
فالهم
وحدنا، وفرقنا المنون.
لا تناديني
إذا انتصف الزمان وخذ بقاياك، وارحل مثل كل الأنبياء، فقد ضاقت بصدقك هذه الدنيا.
أما أنا
فما زال عندي فرصة أخرى لأموت بين مقابر الشهداء، ما زال في صدر البلاد قصائد لم
تهد بعد، إلى الأحبة في منافيهم، فمن لها إن جئت أنا معك؟
إذا متنا
جميعاً، فمن سيعطي فرصة العمر الثمينة للطغاة، لكي يريقوا ما تبقى من كرامة شعبنا،
من غير مأخوذ من لجان حقوق الإنسان في دول الحضارة… سيقولون للجياع
بأن ثمن الخبز مرصود للرصاص لاذي سوف يصلح ما اعوج من أفكارنا. ويقولون أن أمن
البلاد الداخلي يعلو على هم الرغيف… وهل يأكل
الخائفون.
ثم إذا
متنا فهل سيسفر موتنا عن دولة أم خيمة، أم أنه لا فرق بين الرايتين، كما يقول
الشاعر.
يا أيها الصوفي
والسلفي والحركي ... قل لي:
هل ستشربنا
المنافي؟ أم نعود إلى ديار عباتنا بالحنين؟
وهل سيتم
الأمر؟؟
أم تبقى
المسالك بين صنعا والعواصم مقفلة؟!
وهل سنكون
آخر دفقة من جموع الهاربين إلى الأمام، ويختتم فينا الزمان مسلسله؟
وهل يصدقنا
العباد بأن نصراً ما سيأتي رغم أنا موزعون ما بين المنافي والسجون؟
هل كنت
أبحث عن قدوة، فر زمان ألا قدوة، وأنا أجيئك كي أتلو نشيد حزني بين يديك.. لم يكن
في الوقت متسع لأبكي.. فقد حملوك ميتاً رغم أني بعد لم أبح بشيء.
نم قريراً
في بلاد لم تفكر ذات سجن أن تموت على ثراها.
وسلام عليك
يوم
ولدت
ويوم رحلت
ويوم ستبعث حياُ.