مقال للأستاذ أبو
عامر عدنان سعد الدين المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية سابقاً،
عن الشيخ سعيد حوى رحمه الله، نشر في مجلة النذير العدد (113)، ذو القعدة 1409 هـ
حزيران 1989م، وهو عدد خاص عن الشيخ سعيد حوى:
بسم الله
الرحمن الرحيم
سعيد حوى ....مع الدعاة العاملين
بقلم :
الأخ المراقب العام
منذ أكثر من قرنين وزحف الاستعمار لم يتوقف على بلادنا ، فالانكليز
والفرنسيون والطليان يتوغلون في أقطارنا العربية ويحتلون . حتى تمت لهم السيطرة
على الجزائر وتونس ومصر والسودان والمغرب وليبيا ، ثم كانت الضربة القاضية بانتصار
الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على الدولة العثمانية وانتزاع بلاد الشام
والعراق ودخول الجيش الفرنسي بقيادة غورو والجيش الانكليزي بقيادة اللنبي يحدوهما
شعور غامر بالانتصار ، لا على العثمانيين وحلفائهم فحسب ، بل على تاريخ العرب كله
وأمجاد المسلمين الغابرة ، وبالذات على
لاح الدين الأيوبي الذي خضد شوكة أجدادهم وطهر بلاد الرسالات من رجسهم ، فقال غورو
: " نحن هنا يا صلاح الدين "
وقال اللنبي : " الآن انتهت الحروب الصليبية" يحسبون أن ساعة الحساب قد
حانت ، وانهم سيسيطرون والى الأبد على الوطن الغالي والأرض الطهور . ثم أعقب ذلك
الإعلان عن إلغاء الخلافة في استنبول كآخر معقل لسلطان المسلمين السياسي في هذا
العصر .
عاش الشعب أجواء الهزيمة النفسية اثر الهزيمة العسكرية ، فسمعت أصوات
مبحوحة ، بعضها ينادي بالتبعية والتغريب ، وبعضها ينحى باللائمة على الإسلام مطالبا بسجنه وإقصائه عن شؤون الحياة قاطبة .
وبعضهم شرع يلوي النصوص الثابتة كي تتقبل النفوس كل ما جاء به الغزو الثقافي
الغربي من نظم وتشريعات وعادات ، فنفقد المناعة والقدرة على التصدي والمقاومة
فنحسن مع المحسنين ونسيء مع المسيئين .
في هذا الجو المغمور باليأس والمفعم بالإحباط استيقظ الشرق على صيحة مدوية
أطلقها شاب في الثانية والعشرين من مدينة الإسماعيلية في ارض الكنانة ، هو الداعية
الكبير والمصلح المجدد حسن البنا رحمه الله ورضي عنه .
لقد تحدث الناس عن الشهيد حسن البنا كثيرا
فقال العالم الزاهد الشيخ محمد الحامد رحمه الله : " لم يحظ العالم الإسلامي
منذ سبع مئة عام بمثل حسن البنا داعية ومجددا للمسلمين " وكتب غربيون
ومستشرقون وباحثو ودارسون عن هذه الشخصية الفذة مقالات مطولة وكتبا تناولت الأثر
العظيم الذي أحدثته في نهضة الشرق وإيقاظ المسلمين .
وسواء أأنصف الباحثون شخصية الشهيد البنا بالدراسة والبحث أم لم يحيطوا بها
علما ودرسا واستقصاء فان من المسلمات أن الشهيد حسن البنا قد نبهت صيحته الغافلين
وأيقظت النائمين وزلزلت الأرض تحت أقدام المستعمرين والمستبدين ، كما أنه جدد لهذه
الأمة آمالها وأحيا ثقتها بماضيها التليد الخالد ورسالة الإسلام العظيمة ، فنشا
جيل مؤمن بربه معتز بعقيدته متمرد على الفساد والظلم . حمل لواء الإصلاح ، وخاض
معارك التحرير مع جماهير الشعب وأبنائه حتى حمل المستمر عصاه ورحل عن مصر العزيزة
مدحورا تشيعه لعنة التاريخ .
لقد وضع الأستاذ الشهيد البنا نظريات العمل الإسلامي بكل ما تتطلبه من
مبادئ ووسائل وأساليب وخطط ومناهج في متون وأصول على شكل رسائل نشعر نحن أبناء هذا
الجيل بالحاجة الماسة إلى دراستها والرجوع إليها والإعتماد عليها رغم مرور نصف قرن
على صدورها وكأنها تصدر اليوم لترسم لجيلنا خطوات السير ومعالم الطريق .
إن أكبر إنجازات الداعية الكبير عليه رحمة الله تربية جيل من العلماء
والفقهاء والمجاهدين ملأوا المكتبة العربية والإسلامية بثمرات أقلامهم وخضبوا ثرى
الوطن بدماء شهدائهم ،فكان منهم العالم الشهيد عبد القادر عودة ، صاحب التشريع
الجنائي في الإسلام ،والمفكر الشهيد سيد قطب صاحب الظلال ، والداعية الفقيه سيد
سابق صاحب فقه السنة والداعية الأديب محمد الغزالي التي ربت مؤلفاته على ثلاثين
كتابا وعشرات بل مئات ممن حملوا لواء الدعوة وحمل كل منهم روحه على راحته فداء لها
ودفاعا عنها .
كان الشهيد حسن البنا ذا شخصية فذه ابرز ما
تمتاز به الإخلاص لربه والتجرد لدعوته وخروجه من سلطان الدنيا وعزوفه عن زينتها
وزخرفها ، فكانت دعوة الإخوان المسلمين طيبة مبارك يشع نورها ويمتد ظلها في
الأقطار العربية والبلاد الإسلامية ، بل
نزعم أنه لا توجد حركة إسلامية جادة في العالم كله ، لا تمت بنسب أو صلة بطريقة أو
بأخرى إلى الدعوة التي بشر بها ودعا إليها الشهيد الإمام حسن البنا رحمه الله وطيب
ثراه ، وصدق الله العظيم " وضرب
الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين
بإذن ربها " .
لقد انتشرت دعوة الإخوان في مصر العزيزة وفي البلاد العربية انتشارا واسعا
وسريعا , وكانت سورية أول قطر أجاب النداء ، واستجاب للصيحة المباركة التي أطلقها
الداعية الشهيد . فإذا بها تعم المدن والمحافظات والقرى ، ولم يمض من الأربعينيات
سنتان أو ثلاث حتى كانت دعوة الإخوان في سورية ملء السمع والبصر ، فتلاحمت أجيال
الثلاثينيات والأربعينات والخمسنيات في تيار عارم شارك في الحركة الوطنية والحياة
السياسية والإصلاح الاجتماعي . وبرزت شخصيات فذة في كل المحافظات من أمثال الدكتور
مصطفى السباعي والأستاذ محمد مبارك رحمهما الله وهما من جيل الدعوة الأول الذي
تحرك في أواخر الثلاثينيات واستقطب الشباب والمثقفين ، وقدر الله تعالى – وله
الفضل والمنة – أن نكون من الجيل الثاني فنلحق بركب الدعوة ونتشرف بالانتماء
للجماعة في الأربعينيات لتصبح الدعوة كل شيء في حياتنا .
وبالرغم من قصور الحركة في الريف وفي العمل النقابي فإن تيارها مع مطلع
الخمسينيات كان في الوسط الطلابي كاسحا . وفي هذه الفترة احتدم الصراع بين
الاشتراكيين والإخوان في مدينة حماة ، وبالرغم من الآثار السلبية التي افرزها هذا
الصراع فإنها أكسبت شباب الدعوة ورجالها مناعة قوية وصلابة نادرة .
في هذا الجو برزت شخصية فقيدنا سعيد حوى تغمده الله بالرضوان ، فقد التحق
بركب الجماعة عام 1951 وسرعان ما استغرقته أنشطتها في الأسرة والحي والمدرسة ،
وغدا خلال عامين واحدا من القيادات الطلابية في مدرسته ثم في الحركة الطلابية على
مستوى المحافظة .
انتقل بعد ذلك إلى دمشق العاصمة ، وأقام فيها بضع سنين لتضاف على شخصيته
أباد جديدة كشفت عن مواهب وطاقات هائلة في مجالات الفكر التنظيم والبناء فقد تخصص
في دراسته الشرعة والفكر الإسلامي بانتمائه لكلية الشريعة بجامعة دمشق ، والتقى
عددا كبيرا من ذوي الاختصاص في الفقه واللغة التربية ، وكان على مقربة من قيادة
الإخوان ، وعلى صلة وثيقة إذ ذاك بالمراقب العام الأستاذ عصام العطار ، كما كان في
نشاط وحركة دائبين مع التنظيمات الطلابية والسياسية ، وعلى احتكاك دائم بالأحداث
الساخنة التي كانت تشهدها سورية في أواخر الخمسينيات ، ثم التحق بالجيش السوري ليؤدي
خدمة العلم ، فرأى رأي العين ألوانا من الصراع تنذر بعواقب خطيرة ، فأثمر هذا كله
باكورة إنتاجه في كتب الأصول الثلاثة ( الله جل جلاله , الرسول صلى الله عليه
وسلم ، الإسلام) في سبعة أجزاء قدمها
بتكليف من المراقب العام كبحوث رصينة لتشكل أساسا في مناهج الإخوان التعليمية
والتربوية ... ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف الفقيد رحمه الله عن التأليف والكتابة ، بل
استمر في عطائه الغزير وإنتاجه الثر ، حتى الأيام الأخيرة من حياته تغمده الله
بواسع رحمته .
إن الذي يمعن النظر في كتاباته يحسبه متفرغا لها ، بل يجده قد أعطى أكثر ما
قدمه المتفرغون للبحث والتأليف ، ومن نظر في نشاطاته ومشاركاته ومسؤلياته الإدارية
والتنظيمية يخاله منصرفا إليها ولا يشغله عنها شيء ، فكان في مجال الحركة والنشاط متقدما ، وكان في رحاب الفكر وحقل
الكتابة والتأليف مبرزا . وهذه خصيصة انفرد بها فقيدنا رحمه الله , لم يجاره بها
واحد من أبناء الجماعة في سورية منذ نشأت حركة الإخوان المسلمين عدا الدكتور مصطفى
السباعي قائد الجماعة وأحد السابقين في تأسيسها وتشييد بنائها .
إن جملة العوامل الفطرية من ذكاء حاد وموهبة نادرة والعوامل المكتسبة من
دراسة وتجربة ومشاركة وخبرة ونشاط ونت هذه الشخصية النادرة وأبرزت فيها جملة من
السمات والخصائص :
(أ) الشمائل الشخصية : ما عرفت في الكرماء
وأهل الجود على كثرتهم أسخى منه يدا وأعظم منه كرما ، كانت ثقته بما في يد الله
أكبر من ثقته بما في يده ، وكان من أمتع الأمور غلى نفسه إكرام ضيوفه وإيثارهم على
نفسه وعلى عياله . ما شكا الفقر يوما لأنه ما خشي الفقر يوما .
أحب الأشياء إلى قلبه خدمة إخوانه وتلاميذه
وإكرامهم ومد يد العون لهم . مما يجعله منشرح الصدر متهلل الوجه كأنك تعطيه الذي
أنت سائله . وكان رحمة الله عليه شجاعا مقداما لا يعرف الخوف إلى نفسه سبيلا ،
يواجه العالم بكل فراعينه وطغاته بمعتقداته وقناعاته دون أن تأخذه في الله لومة
لائم . واستمر على ذلك حتى وافته المنية رحمه الله .
كان قريبا من القلوب محببا إلى الناس يأسرهم
بخطابه ويشدهم بحديثه العذب ومنطقه الصارم وحجته البالغة ، كان استهلاله لأي حديث
مدهشا ، وذا بيان ساحر ، بل كان يقنع القريبين منه والبعيدين عنه . ففي آخر جولة
قمنا بها سوية إلى القاهرة عام 1986 تمت لقاءات بأكثر من ثلاثين مؤسسة وهيئة
وجماعة ، مثل مشيخة الأزهر والمجلس الأعلى
للشؤون الإسلامية ووزراء للأوقاف وسابقين وشخصيات سياسية و مشيخة الطرق الصوفية
وجمعيات الشبان المسلمين ورجال فكر وصحافة وأعلام وأعضاء في البرلمان وقادة أحزاب
، بعضهم يتفق مع الإخوان وبعضهم يختلف معهم ، بيد انهم جميعا استقبلوا أحاديثه
وأفكاره ومقترحاته بالارتياح والإعجاب والقبول . كان تأثيره كبيرا على كل من
التقاه من القادة والزعماء ورؤساء الحكومات والشخصيات السياسية والفكرية والدعاة
بما يطرحه من أفكار ومقترحات وحلول ومشروعات لحل الأزمات التي تعاني منها امتنا
ومواجهة المؤامرات التي تحاك ضد أوطاننا .
كان رحمه الله متواضعا وديعا يألف ويُؤلف كما
كان سموحا صفوحا . إذا غضب كان إلى الرضا أسرع ، لا يطيق جفوة الإخوان والخلان ،
فإذا حدث واختلف مع إخوانه وأصحابه أو اختلفوا معه بادر إلى إزالة أسباب الجفاء ،
بل إلى تقديم الاعتذار لهم ، والتودد إليهم ، وتطييب نفوسهم سواء أكان هو المخطئ
معهم أم كانوا هم المخطئين .
(ب) عطاؤه وتأثيره : في أوج العطاء توفق القلب
الكبير بع رحلة استمرت ثلاثين عاما ، بدأت بكتب الأصول لتضييف إلى المكتبة
الإسلامية ما يقارب الثلاثين كتابا ، احتوت دراسات في القرآن الكريم والسنة
المطهرة تزكية النفس وفي فقه الحركة والدعوة ، أي بأصول العمل للإسلام وأساليبه
ووسائله والتخطيط له . فإذا بهذا الحشد من التآليف يملا الفراغ الذي كان بسبب
الكارثة التي حلت بالدعوة في مصر في الخمسينيات وما نتج عن ذلك من تغييب الدعاة
واعتقال العلماء ومصادرة الكتب ومنع نشرها . في هذه الفترة العصيبة ظهرت كتب الشيخ
سعيد رحمه الله فتلقفها الشباب واقبلوا عليها كما يقبل الظمآن على الماء الزلال
فانتشرت في العالم العربي من أقصاه على أقصاه ، وعكف عليها المترجمون لينقلوها إلى
لغات الشعوب الإسلامية في تركية وباكستان وماليزيا والهند ونيجيريا وغيرها ، ونشأت
أجيال في العالم الإسلامي تنهل من هذا النبع وتربي عليه . لم يقم معرض للكتاب
الإسلامي في القارات الخمس إلا وكانت كتب فقيدنا الغالي الشيخ سعيد بارزة فيه
بجانب كتب شهيد الإسلام في هذا العصر سيد قطب وكتب الشهيد عبد القادر عودة ، وكتب
الدكتور الداعية الفقيه يوسف القرضاوي وكتب الداعية الكبير محمد الغزالي . بل إن
عددا من التنظيمات والجماعات الإسلامية في الجزيرة العربية والشمال الإفريقي
وأفريقيا السوداء وجنوبي شرقي آسيا أسست بناءها التنظيمي على فكر الشيخ سعيد
وتخطيطه وتوجيهاته الفقهية والحركية .
(ج) جهاده وابتلاؤه : جاهد الشيخ بسيفه ولسانه
وقلمه وماله فلم يعرف طعم الراحة زهاء أربعين عاما ، كان همه ودأبه وديدنه أن يقيم
للإسلام مجتمعا راقيا ويبني على أسسه وقواعده دولة عتيدة . تعرض للأذى والاضطهاد ،
ولاحقته السلطات الباغية ودخل السجن بضع سنين ، ثم هاجر في سبيل الله وطاف العالم
يبشر بدعوة الإخوان ويدعو الناس إليها، حاول العدو اغتياله والقضاء عليه ، وعندما
فشل في ذلك ألحق أشد الأذى بعائلته
الكريمة الصابرة . فاغتالت يد الغادر أخويه ، وأمعنت في قتل شباب العائلة من آل
حوى حتى سقط منهم زهاء عشرين شهيدا ، ووالد الشيخ يتلقى هذه الكوارث كما يتلقاها
الصابرون . لقد فقد ولديه وفقد بعدهما بصره ، ثم شيع ولده الغالي الشيخ سعيد وعاد
إلى البيت يقول لمن جاءه معزيا : الحمد له في سبيل الله وذمته أدخر سعيدا كما
ادخرت أخويه الشهيدين من قبله . لك الله يا أبا سعيد فكل شباب الدعوة أبناؤك ولكم
الله يا أبناء سعيد ، فكل واحد من قادة الجماعة ورجالها لكم الوالد الشفيق .
الفقيد ظاهرة فريدة :
للفقيد رحمه الله ميزات وخصائص لا تسعها مقالة
أو افتتاحية أو كلمة رثاء، لذا سأقصر هذه الخاتمة على ثلاثة معالم :
(أ) المعلم الأول : أضحى فقيدنا رحمه الله
رمزا لصلابة الشعب المجاهد في سورية وثباته وصبره وتصميمه على تحرير نفسه وتطهير
أرضه من رجس الحكم الطائفي الذي أمعن في الخيانة والجريمة والتآمر على سورية والعرب
والمسلمين .
(ب) المعلم الثاني : ما طرحه الشيخ الفقيد من
حلول لمشكلات العصر ، وقدمه من أفكار , وما انتهى غليه من استنباطات فقهيه
واستدلالات شرعية ، وكشف عنه من كنوز ثمينة في دراساته المتنوعة لدليل من ألف دليل
على صلاحية الإسلام لكل عصر وكل مصر ، وان الإسلام هو الحل وهو العلاج لمشكلاتنا
المعقدة وأمراضنا المستعصية ، وفيه الخلاص من الأزمات وبه تتحقق آمال الأمة
وأهدافها العظيمة وغاياتها الكبرى .
(ج) المعلم الثالث : في شخصية الأخ الشيخ سعيد
برهان على صلاحية المدرسة التي تخرج منها الفقيد وقدرتها على التجديد والعطاء ،
فالشيخ تلميذ في مدرسة الإخوان التي أسسها وأنشأها وبنى أركانها الإمام المجدد حسن
البنا رحمه الله ، فسعيد حوى إحدى ثمراتها وفرع من أصولها وغصن يانع من أغصانها ،
التزم بنهجها واعترف بفضلها ، وتغذى برحيقها وظل وفيا لمبادئها حتى آخر أيامه في
هذه الدنيا ، معتزا بالانتماء إليها وإلى قائدها الإمام الشهيد حسن البنا طيب الله
ثراه .
إن عزاءنا الكبير في الشيخ رحمه الله أنه مات على المحجة الواضحه وهو يبذل
حشاشة روحه وآخر انفاسه وهو ينافح عن الإسلام ويدافع عن المسلمين ، وأنه خلف من
بعده أبناء بررة وشبابا نشأوا على الإيمان
والعلم ليكونوا خير الخلف لخير السلف ، وأنه ترك جمهورا عريضا من إخوانه في
الجماعة ومن تلاميذه يؤمنون بما آمن به ، ويعملون لما كان يعمل له عزيمة وتصميما .
”
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا
تبديلاً " .
نم أيها الأخ الشيخ قرير العين واهنأ بجوار الأحبة محمد وصحبه فإن الراية التي حملتها معلما ومبلغا ومجاهدا
بإذن الله خفاقة يفتديها الفتية الذين نشأوا في طاعة الله بأرواحهم حتى يتنزل الله
تعالى بنصره، فنعيش في ظل مبادئ الإسلام أعزاء، أو نقضي في سبيل الله شهداء، وإنها
لإحدى الحسنيين.
تغمد الله فقيدنا بشآبيب رحمته ورضوانه ، وعوض والديه وبنيه وأهله
والمسلمين عنه خيرا .
اللهم لا تفتنا بعده، ولا تحرمنا أجره , وأغفر لنا وله يا أرحم الراحمين .
أبو عامر