كلمة
للأستاذ أبو عامر عدنان سعد الدين المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين
في سورية سابقاً، عن الشيخ سعيد حوى رحمه الله:
بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد
لله رب والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن
الحديث عن الأخ ورفيق الدرب يثير في النفس الأحزان والشجون، فلقد استمرت رحلتنا
معاً أربعين سنة إلا عامين، وعندما أمضى في سجون الظلم في دمشق خمس سنوات لم تنقطع
الصلة، ولم يتوقف العمل، وإذا طرأ عليها طارئ من اشتداد الرقابة أو سوء المعاملة،
فإن اتصال الفقيد بإخوان بالحدس وبما وراء الشعور والرؤى الصادقة كانت البديل
والعوض، فقد حدث أن كلفتني قيادة التنظيم في سورية بجمعية المراقب العام أو أن من
العام، وكان القرار سرياً للغاية، لأن الكشف عنه يعني في المراقب إهدار الدم وقطع
الرداء، فإذا بالشيخ يسأل من وراء القضبان مستفسراً عن المهمة التي أوكلت إليّ،
لأنه رأي فيما يرى النائم أنني اضطلع بالمسؤولية التي زودوها إخواني إليّ، أقول لم تنقطع الصلة ولم يتوقف العمل، ولم يحدث
افتراق أو فراق، بل كنا نسير سوياً مع
الركب على طريق الربا ودرب الهدى لتحقيق الغاية الكبرى والهدف العظيم. هذه الرحلة
الميمونة التي بدأها فقيدنا عام 1951 كامن من مدينة كفع من سورية في وسطها، قال:
عدمت إنها من أقدم مدن العالم، سجل عنها التاريخ مفارقات عجيبة، فعندما جاءت كتائب
الخير إلى سورية يحمل رسالة الركز لام لا واجهت مقاومة في دمشق وحمص وحلب وغيرها،
لكنها في مدينة حماة رأت الأبواب مشرعة مفتحة فاعتنق أهلها مبادئ الرسالة الخاتمة
في أجواء السلام والوئام دونما قتال أو خصام، وعلى العكس من ذلك عندما زحفت جيوش
الصليبين من أوروبا واجتاحت كالجراد بلاد الشام، احتلت معظم مدنها كأنطاكية وحلب،
والرها ومعزة النعمان، وأوغلت في الجنوب قاصدة القدس والكرك، وفتكت بالمواطنين،
فقتلت من القدس وحدد زهاء سبعين ألفاً، في الجنوب، وذبحت في معزة النعمان في
الشمال مثل هذا العدد أو يزيد، وأحاطت أفواج الصليبين بالمدينة من الشمال والجنوب،
وأصبحت على مقربة مؤلمة في الغرب عندما احتلت قلعة المضيق ورسجرا، وظلت حماة محمية
من هذا الوباء، فلم يدخلها جندي قط من
جنود الصليبين،طيلة مائتي عام استغرقتها هجمات الصليبين على بلاد الشام، ولذلك
اتخذها الأيوبيون بقيادة صلاح الدين رضي الله عنه قاعدة لهم وعاصمة لمملكتهم، وما
تزال آثارهم وصور لهم معروفة في ياربية، فقد ظلت قائمة حتى هدمها جنود طاغية العصر
حافظ أسد عام 1982م، لأن الحكم الطائفي في
سورية يحقد على صلاح الدين وعلى الأيوبيين حقداً يفوق حقد غورد والبئي والصليبيين
وياقوت الحموي وابن الفارض في نشأته الأولى وأسامة بن منقذ ومئات حفظ التاريخ
أسمائهم وأعمالهم.
وعندما
احتلت فرنسا سورية عام 1920 قاوم الشعب بكل فئاته المستعمر وقدم قوافل الشهداء،
وشاركت المدن كلها في المقاومة، وكان لحماة قصة دامية مع المستعمرين في عام 1925
انضم فوزي الفاوحجي إلى ثوار المدينة وأعلن منها الثورة على فرنسا، كما أعدها
سلطان الأطرش من جبل العرب، ثم امتدت في كل مدينة وقرية، فحقد الفرنسيون وساموا
أهلها الخنق لربع قرن، واستمر الحال هكذا حتى حدث الانفجار الشعبي الذي بدأ في
مدينة حماة عام 1945، وتشب حرب حقيقية امتدت إلى دمشق وغيرها، واستمرت المعركة بين
الشعب والجبن الفرنسيين أياماً متتالية في المدينة، وحشدت فيها فرنسا الطائرات
والدبابات والمدافع الثقيلة، ثم انجلت المعركة بالمتصلة عن انتصار المجاهدين
وهزيمة الفرنسيين وتحقيق الاستقلال الناجز غير لمشروط لسورية كأول بلد في العالم
الثالث بعد الحرب العالمية الثانية.
في
هذه البيئة ولد وترعرع وتربي فقيدنا وأخونا الشيخ سعيد حوى تغمده الله بالرحمة
والرضوان، في البيئة التي تحتضن العلم والعلماء، فكان واحداً منهم بل ومن أبرزهم،
وفي هذه المدينة التي كانت موئلاً لأهل الإيمان، وللمرافقين عن الحمى، اللذائدين
عن الوطن والكرامة، والتي تحطمت على صخورها وأمام أسوارها كل أمواج العدوان من
صليبين وفرنسيين، فلم ينالوا من صمودها وصلابتها حتى جاء نظام الجريمة والخيانة
والطائفية، فجسد كل أحقاد الإعداء في الماضي والحاضر قد على أهلها وهدم شرطاً منها
وقصف أحياءها وذبح ما يربو على أربعين ألفاً من سكانها، ونهيت عصاباته كل نفائسها
وهدموا أمجادها وآثارها التليدة ومتاحفها النادرة، وكل معالمها الحضارية، بالنيابة
عن كل أعدائها وثأراً للصليبين والفرنسيين الذين تحطم فتكهم على صخرتها، نغم في
هذه البيئة الصلبة وفي هذه المدينة الصامدة نشأ الرجل الصلب المجاهد سعيد حوى،
فكان من أبرز صفاته ومن أوضح مقوماته علم نافع للأمة وأجيالها المتعاقبة، وجهاد في
سبيل الله لا يكن قتادة ولا ينكس رايته.
1-العلم النافع: انضم الفقيد الشيخ سعيد
رحمه الله إلى تنظيم الإخوان المسلمين في سورية عام 1951م فقرأ رسائلهم وكتبهم
ومناهجهم واستمع إلى قادتهم وخطبائهم، ثم أخذ العلم والسلوك من العالم الزاهد
العارف بالله شيخ حماة وأبرز شيوخ عصره الشيخ محمد الحامد، ثم انتسب إلى كلية
الشريعة في دمشق قبل أن تمسح وتتحول إلى ثورة طائفية، فحفظ مناهجها وحمل شهادتها،
ثم اتصل بشيخ وإن له كثيرون بأصول التصوف وهو الشيخ المغربي السيد الهاشمي رحمه
الله فأخذ عنه الذوق والتواضع ولطف المعشر والغوص وراء الحقيقة والجوهر، واتصل
بقادة الحركة الإسلامية وبالشيوخ والعلماء والفقهاء من أمثال علاء رمضان البوطي
المشهود له بالتقوى والورع والعلم ليس في
الوسط الكردي في دمشق بل في سورية بأسرها، ثم تمكن فقيدنا من المذهب الحنفي وكشف
محيطة الواسع عن كنوز ثمينة وأحكام عظيمة لا يدانيها في نفاستها لؤلؤ أو مرجان، ثم
عكف على تراث حسن البنا. فأخذ من هذا النبع القباض، واستفاد منه مالم يستفيد من
غيره. لا سيما فهمه وإدراكه لطبيعة العصر ومتطلباته ومتغيراته ومستجداته،
والاختلاط بالجماهير، خاصة وعامة، والوقوف على مشكلاتهم ومعاناتهم، ومشاركتهم في
همومهم وإشراكهم في مصير الشعب ومستقبل الوطن، كما تعلم منه كيف يربط شؤون الحياة
وواقع الناس بالإسلام ربطاً علمياً ميدانياً، وقد برع الفقيد في هذا الشأن، وخاطب
كل الفئات بما حياتهم في الصميم. فاستجابا له وتأثروا به، وتفتحت عقولهم لمقولاته
وطروحاته، وتحركت الأفئدة على وقع كلماته ونبراته، فانتشرت كتبه وأفكاره انتشار
السحب الماطرة، وترجمت أعماله إلى كل اللغات في العالم الإسلامي، وعكف الشباب على
تأليفه لينشئوا التنظيمات والمنظمات والجماعات على أساسها وبموجب نظرياتها وضامينها،
وهذا ما لمسته وشاهدته في اليمن والجزائر والمغرب وغيرها مع التأثير المباشر في كل
التنظيمات التي سبقت هذا الفكر أو واكبته أو لحقت به، وتبع ذلك رغبة عارمة بالسفر
إلى الشيخ والاتصال به، فقد كان بيته عامراً بالعلماء والدعاة والمفكرين والعاملين
في الحقل الإسلامي الذي يفدون عليه من نيجيريا وشمال إفريقيا وأقطار القارة
السوداء، ومن ماليزيا وباكستان والهند وبنغلادش، ناهيك عن الزوار العرب وما أكثرهم
وأشد حنينهم إلى لقاء الشيخ والإصغاء إلى أفكاره الرشيدة ونصائحه السديدة.
إن فقيدنا رحمه الله
انتقل بالعمل والدراسات الإسلامية من الكلمات الصامتة التي كانت تملأ بطون الأسفار
والمجلدات إلى العلم العلمي أو كما يقال في لغة العصر إلى الفقه الحركي الذي يثمر
منظمات وجماعات وأجيالاً لتحرير الوطن والإرادة، وحشداً شعبياً واسعاً لحماية الأرض
والعرض، وصون المقدسات والكرامات، وكلمة مختصرة ليكون العلم نافعاً لكل مرافق
الحياة الإنسانية.
بهذا النهج كنا وسوف
نكون بإذن الله بناة حضارة وحملة رسالة، وفي كل مرفق للحياة لنا آية وخير أمة
أخرجت للناس ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ونؤمن بالله.
2-جاهد في الله حق جهاده:
كان فقيدنا رحمه
الله مجاهداً بكل ما تعنيه كلمة الجهاد من معنى، تصدى لأعداء الله وأعداء الإنسان
بشجاعة فذة وعزيمة لا تضعف ولا تلين، رأى الوطن يتعرض للتآمر والأخطار بعد أن
تحكمت في مصيره فئة باغية مأمرة فاحت منها رائحة الجناية والطائفية والجريمة، فوضع
شيخنا روحه على راحته، ورفع براية الجهاد على كل صعيد، لقد جاهدهم بلسانه وبقلبه
ويده وسلاحه وبالتنظيم الذي ينتمي غليه، كما قدم الشهيد تلو الشهيد من عائلته
الصابرة حتى بلغ عدد القتلى والضحايا عشرين شهيداً، كما كان له قدم رائحة في
استنهاض العرب وتحريص المسلمين، فطرح في كتابه الشهير جند الله ثقافة وأخلاقاً ضمن
سلسلة من كتب الأصول، وعندما طس العدو مدى التأثير الذي تحدثه كتب الشيخ وخطبه
ومخاطباته الجماهير، ليس على مستوى العامة فحسب بل على مستوى النخبة من علماء
وفقهاء، زج في السجن، وأخضعه للتعذيب نفسياً وجسدياً، وعندما استرد روعه وضع كتابه
الذي جاء بمثابة إعلان للثورة والجهاد وهو (مراحل خطوة للأمام على طريق الجهاد
المبارك) وضعه خلف القضبان استعداداً للجولة المقبلة والحاسمة مع نظاما لخيانة
والانحراف، لقد فرغ شيخنا الفقيد ناقوس الخطر وعيا الشباب واستنفرهم للدفاع عن
العقيدة التي يهددها ويهدد الوطن معها قرامطة القرن العشرين، وأنوه كيلا يحب
السامع أن وصف الحكم في سورية بالقرمطية قد جاء قبل المجاز! لا، فالحكم في دمشق قد
أدخل في مناهج التعليم فصولاً يشيد فيها بالقرامطة فالتي الجميع وسارقي باب الكعبة
والحجر الأسود، ويغيرهم من رواد الإصلاح
في تاريخ العرب والمسلمين، لوقوفهم في وجه الإقطاع الأموي والعباسي حسب منطق ضروري
تاريخنا ومشوهي مناهجنا التربوية في بلاد الشام، بل لقد أشاعوا ذلك في كتبهم
ومجلاتهم الرسمية الصادرة عن مؤسسات النظام الحاكم في دمشق.
لقد أسمعت نداءات الشيخ
وصيحاته شعوب العالم الإسلامي فنعش الآمال، وأيقظت الشمم، وتشكلت تيارات رافضة
للواقع السيء الذي تردت إليه حالة الكثير من شعوب المسلمين، وفجأة سمع العالم
أصواتاً متنكرة، وصيحات الحرب يقرعها الشعوبيون الجدد في بلاد فارس وظهرت الخمينة
بكل أحقادها وأحقاد الكروسيين والصفوين، زاحفة إلى العراق والخليج وأهدافها
السيطرة على العالم الإسلامي وفرض الأفكار الضارة المعادية لكتاب الله وسنة رسوله
وإيمان الصحابة وبطولات السلف الصالح، فامتلأت نفس الفقيد هماً وإشفاقاً على العرب
والمسلمين من المصير المفزع، فحمل الشيخ أمراضه على ساهله يطوف البلاد وبنيه
العباد، وتشير الحمر في الدفاع عن فريضة الإسلام وعقيدة التوحيد ومصير العرب
وأعراض المسلمات ودماء المسلمين، فكان لذلك من الأثر مالا يتسع المجال لشرحه والإطناب فيه، وقدم الأخ سعيد
رحمه الله إلى بني وطنه كتابه الصغير الكبير: الخمينة وشذوذ العقائد وشذوذ
المواقف، فكان كتبا الشيخ واحداً من الصواعف الذي انفجر وجه الخمينة وكشف عن زيفها
وفضح شدودها وقربها.
وبهذه المناسبة أدرك
الفقيد الغالي أن تدمير العراق هو الهدف باعتباره الصخرة الصلبة التي تحطم عليها
أرواج الحقد والضلال، ثم يأتي دور الحرمين الشريفين ودول الخليج، ثم يتابع الجزء
المنتشر زحفه ليأكل الأخضر واليابس، وكان الشيخ من قبل قد وصل إلى قناعة راسخة،
استقاها من دراساته ومطالعاته وعثوره على كنوز القرآن الكريم واستقرائه لواقع
الأمة الإسلامية ولظروفها والمراحل التي تمر بها والعصاب التي تواجهها، والمكائد
التي تنصب لها، والمؤامرات التي تحاك ضدها، وبعد وقوفه أمام سورة الإسراء طويلاً
أقول وصل إلى دماغه بأن القدر قد هيأ العراق ليلقي دوراً حاسماً في الدفاع عن
العرب والمسلمين في الزمن الصعب، وأنه مؤهل أكثر من غيره الذود عن الحمة ولكسر
الموجتين اليهوديتين وإبطال إفسادهم في المرتين: ففي العراق الصلب على أولاهما وهو
مؤهل لتخليص إمتناس اليهود في الآخرة (الثانية) وهذا ما تحدث عنه في أصغر الأساس
الذي كتبه في سجن المرة خلال سجنه الذي دام خمس سنين.
ومن الطرائف
والمغامرات أن أخاً الشيخ سعيد هو الشيخ أديب الكيلاني رافقه في شبابه وسارا معاً
في رحلة ذات معارج، كانا معاً في تنظيم البطوان في سورية، ثم سلكاً معاً دروب
التصوف ثم تعاونا مع أهل التبليغ والدعوة، ثم تعانقا تحت راية الجهاد والاستشهاد،
وكان الشيخ أديب رجلاً صالحاً يدعو إلى
الله بإخلاص وتفان يجذب القلوب إليه جذباً، ويشد الناس إلى أحاديثه شداً، ولم
يقتصر على ما يدعو إليه رجال التبليغ من غرس العقيدة وتطهير القلب، وتزكية النفس
والتحلي بالأخلاق النبوية الصادقة، وإنما تجاوزهم في الدعوة إلى قتال البغاة
والجهاد في سبيل الله، وقد صدق دعوته بالفعل، فكان على رأس المجاهدين في مدينة
حماة التي كانت من قبل قد أهدت بغداد حملة عائلات كريمة هاجرت منها واستقرت على
ضفات دجلة مثل عائلة الطبفجلي التي قدست ناظماً كرمز من رموز الشهادة والفداء، نعم
لقد قاد الشيخ أديب المجاهدين في حماة مدافعاً منافحاً حتى استشهد مع آخر أفواج الشهداء
عام 1982 بعد أن دك البغاة عليه وعلى إخوانه حي الكيلانية لكل ما فيه من نفاس
ومعالم وآثار, منذ عام 1979 والشيخ أديب يرسل لأخيه سعيد في عمان كاتباً ومذكراً
وكانت الأزمة في سورية قد ذرت قرنها، يا أخي سعيد لقد استشرت واستخرت واستقرأت فلم
أر أمامكم، أمام المسلمين المجاهدين غير بغداد مفتحة الأبواب تجدون فيها الأمن
والأمان وتنعمون في ربوعها بالطمأنينة والسلام، وقد كان ما بشر به الشيخ الشهيد
أخاه الشيخ سعيد الذي كان كثيراً ما يتذكر هذه البشرى ويذكر بها، رحم الله أخي
ورفيق دربي الفقيد الشيخ سعيد، رحمه الله عالماً وعاملاً ورحمه الله مجاهداً
مهاجراً وجزى الله السيد الرئيس صدام حسين خير الجزاء ونصره بالإسلام ونصر الإسلام
به وجزى الله الخير نائبيه الأستاذ عزت الدوربين والأستاذ طه ياسين رمضان، وجزى
الله الخير وزير الأوقاف ووكيل الوزارة والدكتور بشار عواد الأمين المنظم المؤتمر
الإسلامي الشعبي على رعايته حفل التأبين بالفقيد رحمه الله، وجزة الله شعب العراق
والشعب العربي المسلم الذي وجدنا فيه أهلنا بعد فراق أهلنا، وحمى الله العراق
رئيساً وحكومة وشعباً وجيشاً، فهو أهل الخير كل الخير.
رحم الله فقيدنا
وأسكنه الفردوس الأعلى.
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدنان سعد الدين