في ذكرى وفاته.. قراءات في حياة الشيخ سعيد
حوى:
د.
عداب محمود الحمش
حق علينا
أن نستذكر معالم من أضواء حول سيرة ذلك
العالم البحر سعيد حوى.. أن نتذكر شيئاً من فيوضه التي أضاء بها الدنيا فأضاء
ظلمات الجهل بنور العلم في فترة قريبة من فترات الحياة وهي تسابق موكب عصارة،
ومهما كان جهدنا قليلا أو كثيراً فلن نوفيه بعض حق من حقوقه.
فإلى
القراءة الأولى: في حياته الشخصية:
الموطن
والنشأة: ولد الشيخ سعيد في مدينة حماة المختالة بجمالها، المتألقة في تاريخها
المزدانة دائماً بأبهى حللها التي تغفوا على أنغام نواعيرها وتستيقظ بانسام
أريجها، حماة أبي الفداء التي مع تألق باسمها نتذكر الأصالة والطهارة والحنين
والشجاعة والمروءة والكرم والنخوة والنجدة.
وفي حي
(العليليات) أكبر أحياء مدينة حماة ولد الشيخ الفقيد رحمه الله تعالى من بين يدين
كريمين أصلين فقد كان والده (محمد حوى) من الشجعان المعدودين والمجاهدين الصابرين
ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا.
وكان الحاج
(محمد حوى) مثل أكارم رجال قبيلة (النعيم) المشهورة بنسبتها إلى حسين بن علي بن
أبي طالب كان أعز ما يكون به التحقق من صفات : الغيرة والكرم والشجاعة. وكان من
رجالات حماة وفرسانها.
ووالدته (السيدة
عربية الطيش) ينتهي نسبها إلى قبيلة الموالي التي تعد من أكبر القبائل العربية في
بلاد الشام وعشيرة النعيم من عشائر هذه
القبيلة الأصيلة التي تضم بين جناحيها كل عشائر وبطون بني المطلب وبني هاشم ومعظم
زعماء عشائرها وبطونها من سلالة ملوك بني العباس. فالموالي هم من القادة الأشراف
لأن المولى من الأسماء الأضداد في لغة العرب.
ولد الشيخ
سعيد حوى في حي العليلات بتاريخ 27/ أيلول/ 1935م وبعد عامين من ولادته توفيت
والدته ولم تخلف غيره فيما كان والده في السجن فاحتضنته جدته التي كانت تطبق عليه
أسلوباً صارماً في التربية يكافئ تربية الواقع الاجتماعي في مدينة حماة.
وذكر الشيخ
والده في أثناء كلامه عن نفسه في كتاب هذه تجربتي فقال: " أعتبر والدي مربياً
ناجحاً فهو يمتلك قدرة عجيبة على غرس المعاني التي يريدها في نفوس أبنائه. ولقد
كان قادر على أن يحملهم على ما يريد ".
فقد كان
الشيخ ذكياً جداً فقد ختم القرآن الكريم قبل دراسته في المرحلة الابتدائية وقد كان
والده يحثه على تلاوة القرآن ويعوده على المطالعة التي ولع بها ولعاً شديداً وكان
أدبه رفيعاً كما كانت ثقته بنفسه عالية ولا حدود لها منذ صغره حيث يقول عن نفسه في
كتاب هذه تجربتي:
"
وعودني الوالد على المطالعة حتى ولعت بها وكانت بداية ذلك عندما جاءني بقصة عنترة
ثم بقصة سيف بن ذي يزن، وبقية القصص الشبيهة فولعت بالمطالعة ولعاً شديدا وكانت
استيعابي رفيعاً حتى أنني في يوم من الأيام قرأت كتاب المستطرف فحدث عمي الأكبر
بعض ما فيه فعجب من استيعابي...
وكنت
استشعر أنني أستطيع أن أفعل كل شيء وأن أتغلب على كل شيء وأن أحقق كل شيء.
وقد كان
الشيخ يقول : "نحن بحاجة إلى رجال يثقون بأنفسهم بعد ثقتهم بربهم، لأن الثقة
بالنفس من غير عجب وكبر هي أول خطوة نحو تحقيق الأهداف".
في شبابه المبكر التحق الشيخ سعيد حوى بدعوة
الإخوان المسلمين في سوريا وشارك في المعسكرات وقاد المظاهرات الطلابية ضد
الاشتراكيين.
القراءة
الثانية: في صفات الشيخ سعيد كانت أبرز صفات الشيخ التي كانت يتحلى بها:
1-
الحلم: ولو سألت
أصدقائه عن حلمه حدثوك مجلدات ومجلدات وأحسن ما قيل عنه لقد ساد قومه حلمه إذ كان
يتحمل عالمهم وجاهلهم كبيرهم وصغيرهم بحلمه وحنانه، فكسب قلوبهم وحبهم، كان حلمه
دائماً هو وصبره الدائب وإشفاقه العميق كيان لديه روح العلم الفريد فمن مثله في
حلمه.
2-
الكرم: فإنه بشكل عام
خلق إسلامي وصفة عربية وطبيعة حموية بيد
أن كرم الشيخ سعيد كان ذلك الكرم الفطري العفوي الخالي من التكلف والمباهاة
والمفاخرة والتصنع وإكراه النفس عليه..ولقد بلغ الكرم عند الشيخ سموه، فإذا نظرت
إلى التراث الفكري الشامخ علمت مدى كرمه ومدى سخاء نفسه.
3-
الشجاعة: ذكر رحمه
الله في مذكراته نماذج متعددة تدل على غاية الشجاعة ونهاية الجرأة بيد أنه كان
يعرضها بصورة باهتة ويعبر عنها بألفاظ عاجزة عن آداء المعنى الكامن وراءها وذلك
لتواضعه الجم وبعده عن الإعجاب بالنفس.
فمرة يقول:
وجه لي الضابط كلمة قاسية فقفزت بلا وعي وهددته فانسحب ومرة يقول: مررت على اثنين
يختصمان أحدهما شيخ حمصي وقد سفه الثاني عليه نسبه وسب المشايخ، فجئت غليه وقلت
له: أنا من المشايخ فقال: أنا لا أقصدك، فدفعته فألقيته ارضاً ومضيت وكأني لم أفعل
شئياً ولم يكن للموضوع مضاعفات.
والشجاعة
جبلة في كيان الشيخ سعيد رحمه الله ورثها عن أبيه وأعمامه وعشيرته، بل عن بيئته
التي لا حياة فيها لغير شجاع.
وفي حووار
دار بيني وبين الشيخ مروان حديد قال لي بمعرض الكلام عن الشيخ سعيد "كان إذا
نشب بيننا وبين الاشتراكين صراع وتكاثروا علينا تترسنا بالشيخ سعيد حوى وكان
الشجاع منا يتقي به العدو، وكان إذا أراد دخول ثانوية ابن رشد أو الخروج منها في
حين يكون محظوراً علينا لا يستطيع خصومه أو أي أحد أن يتجرأ أو يحول بينه وبين
مراده، قليلون هم الرجال الذين يتمتعون بشجاعة الشيخ سعيد ورجولته"، هذه
شهادة الشيخ مروان حديد، ويمكننا بمنتهى الثقة أن نقرر بان الشيخ سعيد غاية في
الشجاعة والإقدام والقوة المنضبطة بأحكام الشريعة.
4-
الفداء: قد تكون
الشجاعة قوة يستخدمها المرء دفاعاً عن شخصه أو عوناً على تحقيق أهدافه، لكنها إذا
كانت إيثاراً للآخرين واحتمالاً للأذى في سبيل إنقاذه فذلك هو الفداء ولقد ذكرنا
شهادة الشيخ مروان التي تنص على تفادي الشيخ إخوانه بنفسه وإليك بعض الأحداث التي
يسجلها الشيخ سعيد في مذكراته تتجلى فيها أروع دروب الفداء والافتداء.
قال رحمه
الله: عن مرحلة السجن. "استمر التحقيق معي أكثر من أربعين يوماً والتحقيق في
سجون الظلمة من أصعب ما يواجه الإنسان في حياته.. كان همي ابتداء ألا أعترف بشيء
عن أي شيء مهما كلف الأمر.. لكني تحملت مسؤولية التحرك ضد الدستور كاملة بمفردي..
ولقد كنت مصمماً على الموت على أن يحدث خرق من قبلي.. ولقد كانت سياستي أثناء
الاعتقال أنه إذا وجد خرق وكان باستطاعتي أن أخفف من آثاره أو أن أوجهه وجهة تصرف
النظر عن جهته فعلي أن أفعل. كان مركز حماة يرتبط به المئات من كل أصناف الناس،
فخرجوا نتيجة التحقيق أننا في حماة لا شيء.. فلما حدث الخرق تكلمت بما أشعرتهم فيه
أن وضع الإخوان أتفه من أن يفكر فيه.. وقد أعطى ذلك للمعتقلين فرصاً وخفف من حدة
التعذيب والعقوبة بذلك انتهت أزمة بعضهم بعد شهور فاخرج عنهم وانتهت أزمتهم جميعاً
بعد سنتين. والوحيد الذي بقي بالسجن بسبب أحداث الدستور هو الفقير قد قضيت كما
ذكرت حوالي خمس سنوات". تجربتي ص 122- 123.
5-
العطف والرحمة: بعض
الناس يظن أن القوة والشجاعة تتنافى مع العطف والرحمة والحنان، وإن سألت المقربين
إليه وأهل بيته لحدثوك عن رحمته وعطفه للصغار والمستضعفين وقد جرى بيني وبينه حوار
ذات مرة عن مصيبة حلت بإحدى قريباته فوجدته يحدثني ودموعي تترقرق فعجبت في نفسي
وقلت: يا لقلبه الرقيق..
وذات يوم
كنت أسأله عن قرار يخص جماعة الإخوان المسلمين اتخذته لقطع المساعدات عن بعض من
تكفلت بهم فقلت له: ما أجمل هدية العيد التي قدمتموها لهؤلاء المساكين فأطرق إلى
الأرض قليلاً ثم توجه إلى بعينين دامعتين قائلاً: اطمئن، لقد اقترضنا من الدنانير
ما خففنا عن الناس حزنه وقدمنا هدية العيد..
رحمه الله
وقد تعدت رحمته إلى الحيوانات فكان لها من رحمته نصيب وإليك هذه القصة:
ذات مرة
وطئ قدم قطة برجله دون أن يراها فصرخت القطة فانتبه لها فحملها وأطعمها بيده وهو
يعتذر منها ويخبرها أنه لم يقصد إيذائها وكان يعود بين الفينة والفينة ليسألها هل
سامحتني يا قط وهو يمسح على رأسها بيده الكريمة.
ويقول
أولاده كنا صغاراً وجاءت قطة تموء عند باب الدار في ليلة ماطرة وسمع مواءها وهو
مشغول ببعض الأمور فلما انتهى سألنا ألم تدخلوا القطة وتطعموها وتدفؤها في هذه
الليلة الماطرة فقلنا له لا، لم يخطر على بالنا.. فقال لنا معاتباً: كيف وقد وقفت
ببابكم تموء.
6-
العلم: إن العلم عند
الشيخ سعيد هو الصفة البارزة المميزة له في العالم الإسلامي وإن نتاجه العلمي ثر
غزير سنمر به في القراءة الثالثة.
في التراث
الفكري للشيخ وإن فكرته كما حدثني مرة عن العلم كانت: "إن العلم ابن العصر،
ولكل عصر علوم تلزمه فاشغلوا أنفسكم بعلوم النوازل، اكتبوا حلولاً لمشكلات الأمة،
انقذوا الأمة من الاحتكام للقوانين الوضعية الكافرة، حرروا المسلمين من الخضوع
للطواغيت، هذا هو العلم يا أخي.. هذا هو العلم، وما تشغلون أنفسكم به مما تحسبونه
علماً إما لا وجود له في واقع حياتنا المعاصرة أو لا لازم له، أو تتوهمون خطورته
وهو ليس بخطير ولا كبير يا أخي: قال سلفنا الصالح: ليس للعلم كثرة الرواية إنما
العلم الخشية، يعني العلم هو المنهج الذي يرتقي بالإنسان إلى منازل التقوى،
والمراقبة " كان هذا قوله عن العلم اثر حوار بيني وبينه عن مسائل علمية عديدة
كان لنا فيها وجهة نظر مختلفة، وقال لي: " وبقيت أصول الإسلام وأركان الدين
كلها مما لا يختلف عليه أفيجوز في دين الله أن أحجر على عقلك أو تحجر على
عقلي".
كان ينظر
إلى واقع حال المسلمين فيشعر بثقل الواقع ووطأة الباطل وقصور أهل الحق فتتضاعف
الجهود ويقهر الحسم الكليل ليجبر على احتمال المزيد فكانت الأمة في كيان سعيد كان
يتطلع بالمسلمين إلى آفاق حضارة إسلامية معاصرة يقودها ركب الإيمان والتقوى، من
هذا المنطلق كان يصدر كتاباته في سلسلات علمية تحت عنوان دراسات منهجية هادفة.
7-
حال الشيخ سعيد حوى:
إن كلمة "الحال" كلمة صوفية تعني الدرجة الروحية الصافية التي بلغها
السالك إلى الله تعالى، فلما كان الشيخ صوفياً فقد استخدمت هذه الكلمة للتعرف إلى
أخلاقه وصفاته وتواضعه.
وعرفت
الشيخ سعيد حين كان شاباً في الثامنة والعشرين من عمره وكنت في الثالثة عشر من
عمري غير أنني كنت أتصور الشيخ كبيراً جداً وشيخا وقوراً قبل لقائي به ولم أتصوره
يوماً شاباً في ريعان شبابه، وقد مر ربع قرن على معرفتي به أو يزيد ولم تختلف
صورته في ذهني أو نفسي.
صدق في
الحديث، أدب في التحدث، لطف في المعاشرة، انتقاء للألفاظ، دماثة فريدة، بسمة وادعة
لا تكاد تفارق ثغره، تواضع في جلسته وفي مأكله ومشربه وملبسه وفي مجالسته لا يشعر
المرء أنه أمام بعيد عن روحه، ولا يحس بأي حاجز يحول بينه وبين نفسه وعقله، وحين
يتكلم تظن أنه يوجه الحديث إلى ما في نفسك، وحين يعرض لفكرة تقول لعله قد اكتشف من
عيني ما يجول بخاطري، ما جالسه إنسان قط إلا وخرج من عنده راضيا، ولا خاصمه أحد
إلا وسعى إلى استرضائه وحاول إرجاعه إلى الصواب بدون أن يشعر الآخر بفظاظة، أو يحس
بغلبة، كنت تقراً في وجهه نور الهداية، وتحس في حديثه صدق االيقين، وتتلمس على
كلماته ونبرات صوته حرارة الإيمان وحرقة الغيور واهتمام الناصح الشفيق.
وكم من
المرات كنا نلتقي ونتجانب أطراف الحديث
ونختلف في وجهات النظر ولا أستطيع أن أخفي شدتي وحدتي فكنت في نهاية المطاف، أعتذر
من الشيخ وأسأله عن الصفح ولا يتركني إلا وهو أحب إنسان إلى قلبي على وجه الأرض
ولا أتركه إلا وقلبي تجاهه أصفى من الندى على الزهر مع الفجر، هذه حال الشيخ بل
هذه بعض حاله رحمه الله رحمة واسعة.
وفي نهاية
المطاف، فلا أعلم خصلة من خصال الخير التي يبثها الله بين عباده إلا وللشيخ سعيد
منها نصيب وأي نصيب.
فإذا فتشت
في شخصه عن العفة والأنفة رأيت نور الطهارة يطفح من أردانه وعزة النفس تتلألأ على
جبينه وإذا تطلعت إلى مجلس رأيت كل من في المجلس يتشوق إلى حديثه ويغض الطرف إذا
اتجهت عينا الشيخ نحوه ولو كان كل المجلس علماء وأدباء ومفكرين لما وسعهم إلا
الأدب والتواضع في حضرة الشيخ.
ولو رحنا
ننقب عن أدق الدقائق في حياته الشخصية والبيتية لوجدنا أن ما يأخذ به نفسه وأهله
من العزيمة والتصابر والتعلم والتقوى أكبر بكثير مما يطالب به الناس بل الدعاة إلى
الله.
أجل! لقد
كان رحمه الله ذا هيبة ووقار وقوة شخصية تجدها منسجمة تمام الانسجام مع رقته ولطفه
وحنانه، إن الذين يعرفون الشيخ سعيد كما أعرفه يقرون أن أعينهم لم تر مثله رحمه الله
رحمة واسعة.
8-
وفاة الشيخ سعيد حوى:
توفي الشيخ في يوم الخميس 9 آذار 1989 المصادف
لـ 2 شعبان 1414، لقد مات الشيخ غريباً عن بلده وأهله مات في مدينة عمان وكانت
جنازته صرخة في وجه الطغاة والمستبدين فقد اجتمع فيها الألوف المؤلفة من شتى بقاع
العالم الإسلامي وجعلهم لا يربطهم بالشيخ سعيد إلا رابطة الأخوة في الله، خرجوا في
جنازة الرجل الذي ثبت وشمخ في وجه الظلم
دفاعاً عن الإسلام والحق، الرجل الذي نذر قلبه وذراعه وقلمه ليكون جندياً
من جنود الإسلام، الرجل الذي لم يكن يملك في بيته فراشاً وثيراً ولا طعاماً هانئاً
ولا حياة ناعمة ولكنه كان يهنأ في سجدته لله في جوف الليل، هذا من كلام الأستاذ
يوسف العظم الذي أضاء الدنيا بنور الحق والعلم والعدل.
غفر الله
للشيخ ورحمه رحمة واسعة واسكنه فسيح جنانه إن شاء الله.
· القراءة
الأخيرة: قراءة في التراث الفكري للشيخ سعيد حوى.
إن من المتعارف
عليه في الدراسات العلمية الأكاديمية أن تقوم أبحاث متخصصة لرصد التقدم العلمي
والفكري والحضاري للامة التي ينتمي إليها الباحثون أو التي تربطهم بها روابط
تاريخية أو عقدية أو مصلحية، وأظن أن من حق العلامة الشيخ سعيد حوى علينا أن نقوم
بدراسة آثاره العلمية لإبراز مساهماته في إثراء المكتبة الإسلامية في جوانب كثيرة
من العلوم الشرعية ورصد مدى تلبية هذه الكتب حاجات الواقع المعاصر وقد كان للشيخ
نصيب من التجديد في الدين هو السعي للتقريب بين واقع المجتمع الإسلامي في كل عصر
وبين المجتمع النموذجي الأول الذي نشأه الرسول صلى الله عليه وسلم . كما يكون ذلك
بإحياء مفاهيم ذلك المجتمع وإحياء مناهجه
في التشريع والاجتهاد وتكوين نظم الحياة واقتباس النافع الصالح من كل حضارة وعلى
هذا كان منهاج الشيخ سعيد في كتابته لكتبه ورسائله حيث كانت من صميم احتياجات
العصر.
وإليك
تعريف عام لتراثه العلمي والفكري الذي خلفه هذا الرجل العظيم تاركاً الدراسات التخصصية لمن يسمح وقته بهذا وتساعده المقادير
على تحقيق ذلك.
لقد كتب
الشيخ سعيد حوى رحمه الله أرب سلسلات علمية:
الأولى:
سلسلة الأصول الثلاثة وتشمل كتب (الله، الرسول، الإسلام).
الثانية:
سلسلة الأساس في المنهج، وتشمل كتب : (الأساس في التفسير، والأساس في السنة
وفقهها، الأساس في قواعد المعرفة وضوابط فهم النصوص ).
الثالثة:
سلسلة التربية والتزكية والسلوك وتشمل كتب : (جند الله ثقافة وأخلاقاً، من أجل
خطوة إلى الأمام، على طريق الجهاد المبارك، المدخل إلى دعوة حسن البنا، جولات في
الفقهين الكبير والأكبر، في آفاق التعاليم، دروس في العمل الإسلامي المعاصر، فصول
في الآمرة والأمير، كي لا نمضي بعيداً عن احتياجات العصر) وهذا الكتاب ضم إحدى
عشرة رسالة هي:
1-
منطلقات إسلامية
لحضارة عالمية جديدة.
2-
فلنتذكر في عصرنا
ثلاثاً: فروض العين، فروض الكفاية، لمن تدفع صدقتك.
3-
أخلاقيات وسلوكيات
تتأكد في القرن الخامس عشر الهجري.
4-
إحياء الربانية.
5-
الإجابات.
6-
المسيرة البالغة الحب
والشعر.
7-
عقد القرن الخامس عشر
الهجري.
8-
إجازة تخصص الدعاة.
9-
قوانين البيت المسلم.
10-
غذاء العبودية.
وهذه
الرسائل بحد ذاتها كان يمكن أن تكون كل واحدة منها كتاباً مستقلاً على وجازتها.
أضف إلى
هذه السلسلة كتاب: جند الله تخطيطاً ، جند الله تنظيماً، ومنها مذكرات الشيخ رحمه
الله بأجزائها الثلاثة: هذه تجربتي وهذه
شهادتي.
يوميات
المواجهة، ذكريات وتجارب في جماعة الإخوان المسلمين والجزآن الآخران لم يطبعا بعد.
هذه جملة
مؤلفات العلامة المجاهد سعيد حوى رحمه الله أضف إلى ذلك ألوف المحاضرات والندوات
وما عرف عن الشيخ من القيام بأعباء الدعوة
والعمل والجهاد الدؤوب توضحت لدى القارئ فكرتنا حين نرشح فضيلة شيخنا العلامة
لدرجة المجددين لهذا الدين في عصرنا وتبين لنا أن دراسة شخصية الشيخ سعيد والتعريف
بمؤلفاته ذو أهمية كبرى بالنسبة لمتابعي حركة الصحوة الإسلامية والمهتمين بما حيث
كان أحد مشاعل الخير والنور في مجال العلم والفكر والدعوة إلى الله.